Posted in تحقيقات

سكة الحديد.. القصة باكملها

في أواخر القرن التاسع عشر وعند عودة زوار إستانبول من الطرابلسيين، سواء كانوا تجاراً أو رسميين أو طلاباً ورجال دين ووجهاء، تحدثواونقلوا إلى مواطنيهم في مدينتهم وعائلاتهم، أنباء عن مشاهدات غاية في الغرابة، عن «وحش عجيب غريب هو أشبه بحنش أسود ضخم، ينفث دخاناً من أنف عملاق، ويطلق صفيراً حاداً كأنه تنين، ويحدث أثناء سيره على سكة حديد، ضجيجاً وقرقعة».

ولكنه، أي هذا الحنش الأسود اللون، «يقف عند محطات معينة، ويبتلع عند بطنه الركاب في جوفه، وينساب بهم مع بضائعهم وامتعتهم، وسط سهول خضراء ويعتلي الجبال ويهبط إلى الوديان، ثم لا يلبث أن يقذف بمن في جوفه عند محطات جديدة ويستبدلهم بآخرين، يوفر عليهم الوقت والمشقة ويقِّرب المسافات».

قطار طرابلس جرّته البغال

هذه الأحاديث وسواها كانت تدغدغ مخيلة الطرابلسيين، ومع الوقت عرفوا ان اسم هذا التنين هو القطار الحديدي الذي بدأت سكته بالزحف إلى بلاد الشام، أما في طرابلس، إحدى مدن ولاية بيروت، فقد عرفت آنذاك عوضاً عنه قطاراً بمركبة واحدة، تسير على سكة حديد ولكن.. تجره البغال، ويتنقل بين طرابلس المدينة (ساحة التل) وبين الميناء (محلة البوابة)

.